بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نسخة عام ٢٠٢٥ من سلسلة “حوارات المعرفة”، وذلك بهدف تعزيز إنتاج المعرفة ونشرها واستدامتها. وتمثِّل السلسلة امتداداً لفعاليات قمَّة المعرفة، الحدث المعرفي الأضخم على مستوى المنطقة والذي تنظمه المؤسسة والبرنامج سنوياً، حيث تستقطب من خلال السلسلة نخبة من قادة الفكر وصناع القرار والخبراء لمناقشة أبرز القضايا التنموية والمعرفية، واستشراف الحلول لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية
وتشكِّل السلسلة جسراً للحوار بين مختلف الثقافات في جميع التخصصات، وتتناول عدداً من المحاور والموضوعات الرئيسية وذات التأثير العميق في مسارات نشر وإنتاج المعرفة حول العالم، من ضمنها دور التكنولوچيا المتقدمة في تنمية المجتمعات، والسُبُل الكفيلة بردم الفجوة المعرفية بين المناطق المختلفة، مع تسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في مستقبل الصحة والتعليم والاقتصاد الرقمي
كما تستعرض السلسلة تأثير المعرفة في إرساء دعائم اقتصاد قائم على الابتكار، وأهمية تحليل البيانات الضخمة في صنع السياسات التنموية، إضافة إلى آليات تطوير المهارات مواكبةً لمتطلبات سوق العمل المستقبلية في ظل التحولات التكنولوچية المتسارعة التي يشهدها العالم
وتشهد حوارات هذا العام انعقاد ٣٥ جلسة محلياً وعالمياً، تجمع بين الحضور الشخصي والافتراضي، بما يوسّع نطاق المشاركة ويعزّز التأثير العالمي للحوارات. وتشمل السلسلة جلسات تقام ضمن فعاليات معرفية عالمية مرموقة، مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض فرانكفورت للكتاب، فضلاً عن تنظيم جلساتٍ خاصة في كبرى الجامعات ومراكز البحوث العالمية، لضمان مشاركة أوسع من المجتمع الأكاديمي والطلاب والمبتكرين
وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: “تشكل “حوارات المعرفة” منصة استراتيچية تجمع أبرز الخبراء والمفكرين لمناقشة القضايا التي تلقي بظلالها على المشهد المعرفي، وتبحث سبل دفع عجلة التنمية المستدامة. كما تتيح السلسلة فرصاً لمناقشة تحديات المستقبل، وطرح حلول مبتكرة لمواكبة التغيُّرات العالمية، وتعزيز دور المعرفة كركيزة أساسية لتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي. وتجسِّد هذه المبادرة نهج المؤسَّسة في ترسيخ استدامة المعرفة، وضمان نقلها عبر الأجيال، لبناء مجتمعاتٍ أكثر تقدماً وازدهاراً واستعداداً للمستقبل
من جانبه، قال الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “تتمثل رؤيتنا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تسريع نشر المعرفة وتعزيز الابتكار كمحرك رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال مشاركتنا في “حوارات المعرفة”، نهدف إلى جمع الخبراء والمفكرين من جميع أنحاء العالم لمناقشة الحلول المستقبلية للتحديات المعرفية والتنموية مع تسليط الضوء على أهمية الابتكار والتعاون بين مختلف الثقافات
وافتتحت أولى جلسات السلسلة الأسبوع الماضي بعنوان “الشراكة بين الأجيال لابتكارات تناسب الجميع”، والتي قدمتها ميسون رمضان، الرئيسة العالمية لشؤون تنوع وإنصاف وشمول المرضى والمجتمع وكبيرة مسؤولي التنوع لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ “روش”. وتناولت الجلسة كيفية الاستفادة من التنوع بين الأجيال لتعزيز الابتكار والتعاون في مختلف القطاعات، حيث ركَّزت على المجالات العلمية والتكنولوچية والهندسية والفنية والرياضية، وناقشت عدة محاور أبرزها تعزيز الاختلاف والانتماء لبناء مجتمع أقوى، وردم الفجوات بين وجهات النظر في هذه المجالات، والاستفادة من التنوع بين الأجيال باعتباره قوة تعاونية تعزز بيئة العمل والإبداع، وفهم خصائص الأجيال المختلفة وتأثير الأحداث التاريخية والثقافية فيها استناداً إلى بيانات إيپسوس حول تنوع الأجيال في الإمارات لعام ٢٠٢٣
كما تطرَّقت الجلسة إلى تنوّع التوزيع السكاني في الإمارات حسب الأجيال وفقاً لـتقرير إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة لعام ٢٠٢٤ ، حيث جاء على الشكل التالي: جيل ألفا (١٦.٤٣٪)، جيل زد (١٣.٤٦٪)، جيل الطفرة (٥.٢٩٪)، وجيل الطفرة الكبير وجيل الصامتين (١.٧٪). وسلَّطت الضوء كذلك على أهمية الفرق متعددة الأجيال لتعزيز الإبداع والابتكار من خلال طرح وجهات النظر المتنوعة، مشيرةً إلى دور أداة المُرشد العكسي في تقليل الفجوة بين الأجيال عبر التعليم المتبادل، ما يتماشى مع رسالتها في أن تنوع الأجيال يمثل فرصة مهمة لدفع الابتكار والتعاون في المؤسسات والمجتمع
يُذكر أنَّ حوارات المعرفة هي سلسلة من الندوات الفكرية التي تستضيف مجموعةً من الخبراء لمناقشة التحديات التنموية والمعرفية، وتسليط الضوء على الفرص غير المستغلة، واستعراض الدروس المستفادة من التجارب العالمية. وتُعقد الجلسات شهرياً على الأقل، وتتوافر تسجيلاتها عبر المنصات الرقمية للمؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمكين الجمهور من متابعة الحلقات السابقة. وتوفر الحوارات بيئة تفاعلية للمشاركين، تتيح لهم طرح الأسئلة، ومشاركة أفكارهم مع الخبراء وصُنَّاع القرار، ما يعزِّز تبادل الأفكار، ويُسهم في صياغة الحلول الشاملة
