خلال مشاركة وزارة الثقافة في أعمال “مجموعة العشرين” بچوهانسبرج
شاركت دولة الإمارات مُمَثلةً بوزارة الثقافة برئاسة شذى الملا، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الهوية الوطنية والفنون المكلف، في الاجتماع الثاني لمجموعة العمل الثقافية التابعة لمجموعة العشرين المقام تحت شعار “تضامن، مساواة، واستدامة”، والذي استضافته جنوب أفريقيا في مدينة چوهانسبرج يومي ٥ و٦ مايو الجاري، بهدف تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء، وإبراز دور الثقافة كأداة استراتيچية لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء جسور التواصل الحضاري وتعزيز الحوار بين الشعوب وترسيخ قيم السلام
وشهد الاجتماع سلسلة من الجلسات النقاشية التي تناولت المسودة الأولى للبيان الختامي لمجموعة العمل الثقافية، بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من أعضاء مجموعة العشرين والدول المستضيفة وكذلك المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)
وافتُتِحت المناقشات بكلمة من معالي جايتون ماكينزي، وزير الرياضة والفنون والثقافة، وتركزت النقاشات ما بين الدول والمنظمات الدولية على أربعة محاور رئيسية، هي: حماية التراث الثقافي واستعادته كحق إنساني أساسي، ودمج السياسات الثقافية في الخطط الاقتصادية والاجتماعية، لضمان تنمية شاملة، وتسخير التكنولوچيا الرقمية لدعم الاقتصاد الثقافي المستدام، ومواجهة التحديات المناخية التي تهدد التراث الثقافي والمادي
وأكد وفد الدولة خلال الاجتماع سعي دولة الإمارات إلى تعزيز دور الثقافة كرافد للتنمية الشاملة وعنصر جوهري في ترسيخ الهوية الوطنية، وفي دعم الابتكار والصناعات الإبداعية على المستوى العالمي، وهو ما يتضح جلياً من خلال حرصها الدائم على المشاركة في قمم مجموعة العشرين، بالإضافة إلى ترسيخ مكانة الدولة على الساحة الاقتصادية العالمية عبر تحقيق التوازن في التفاعل مع الاقتصادات الغربية ودول مجموعة بريكس
وفي سياق التحديات المناخية، شدّد الوفد على أهمية اتخاذ إجراءات هادفة لتعزيز الدعوة العالمية للعمل المناخي القائم على الثقافة، منوهاً بمبادرات الدولة الرائدة في هذا الصدد مثل “إطار عمل الإمارات للمرونة المناخية العالمية” في مؤتمر الأطراف كوپ٢٨ ، والذي يشتمل على سبعة أهداف موضوعية تسلط الضوء على الأولويات العالمية للتكيف، من بينها التراث الثقافي، ويهدف إلى تحقيق مستهدف حماية التراث الثقافي كجزء من برنامج “عمل الإمارات – بيليم” وتضمينه في خطط التكيف الوطنية من قِبل الدول الأعضاء.
كما تطرّق الوفد إلى مجموعة “أصدقاء العمل المناخي القائم على الثقافة”، التي تم تأسيسها من قِبل دولة الإمارات العربية المتحدة والبرازيل، بهدف الحصول على الاعتراف الرسمي بالدور المحوري للثقافة في السياسات المعنية بالتغير المناخي من خلال استراتيچية متكاملة تشمل تعزيز التعاون في بناء المعرفة وزيادة المشاركة العامة في قضايا المناخ والثقافة في مؤتمر الأطراف الثلاثين (كوپ٣٠) والمؤتمرات المستقبلية
ومن المقرر أن تشارك وزارة الثقافة في الاجتماعات القادمة في شهري يوليو وأكتوبر المقبلين في كيپ تاون ومحافظة كوازولو ناتال، تحضيراً لاجتماع وزراء ثقافة مجموعة العشرين المزمع عقده في ٢٩ أكتوبر المقبل، لاعتماد البيان الختامي لوزراء الثقافة قبل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين في ٢٧ و ٢٨ من نوڤمبر في محافظة خواتينج بجنوب أفريقيا
يذكر أن دولة الإمارات تشارك في أعمال القمة للمرة الرابعة على التوالي، حيث سبق أن دُعيت إليها أعوام ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ و٢٠٢٤، إلى جانب مشاركتها التاريخية في نسختي ٢٠١١ و٢٠٢٠
