مؤشِّر المعرفة العالمي: من الرصد إلى التأثير في مسيرة بناء مجتمعات مستدامة واقتصادات قائمة على المعرفة

نتائج ١٩٥ دولة يُعلن عنها في قمَّة المعرفة ٢٠٢٥
على مدار ثمانية أعوام، شكَّل مؤشِّر المعرفة العالمي إحدى الركائز الرئيسة في مسيرة “قمَّة المعرفة” السنوية التي تنظِّمها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تحوّل من أداة قياس إلى منصة عالمية لرصد تطور المعرفة محلياً وإقليمياً ورسم ملامح المستقبل
ومع اقتراب انعقاد قمَّة المعرفة ٢٠٢٥ تحت شعار “أسواق المعرفة: تطوير مجتمعات مستدامة”، يومي ١٩ و٢٠ نوڤمبر الجاري في دبي، تتجدد أهمية المؤشِّر بوصفه أحد أهم المشاريع التي أسهمت في بناء قاعدة معرفية عالمية تعزّز التنمية المستدامة وتوجّه سياسات الدول نحو الاستثمار في الإنسان
من مشروع قياس إلى أداة استشراف عالمي
تم إطلاق مؤشِّر المعرفة العالمي عام ٢٠١٧ ليقدّم إطارًا علمياً متكاملًا يقيس أداء الدول في سبعة قطاعات تشمل: التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوچيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد، والبيئة التمكينية. ومنذ إطلاقه، رسَّخ المؤشِّر مكانته كمرجع دولي موثوق لصنّاع القرار، إذ لا يكتفي بجمع البيانات بل يقدّم تحليلًا استشرافيًا يربط بين المعرفة والتنمية البشرية، ويقيس مدى جاهزية الدول للتحوّل نحو اقتصاد قائم على الابتكار والاستدامة
بيانات تكشف تحوّلات عالمية
في نتائجه لعام ٢٠٢٤ ، غطي المؤشِّر ١٤١ دولة، تمثل نحو ثلاثة أرباع دول العالم، بزيادة ثماني دول عن النسخة السابقة، ما يجعله أداة قياس شاملة لرصد جاهزية الدول لبناء اقتصادات مستدامة قائمة على المعرفة
وكشف المؤشِّر عن استمرار التقدم المعرفي في عدد من الدول العربية، وتصدرت السويد الترتيب العالمي بمؤشِّر بلغ ٦٨.٣ نقطة، تلتها فنلندا (٦٨.٢) وسويسرا (٦٧.٩)، فيما جاءت الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة السابعة عالمياً
وعربيًا، حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على صدارتها، محتلة المرتبة الأولى عربيًا و٢٦ عالميًا بمؤشِّر ٦٠.٩ نقطة، تلتها قطر في المركز ٣٩ (٥٥.٥)، والمملكة العربية السعودية في المرتبة ٤١ (٥٤.٨). كما حلَّت سلطنة عُمان رابعة عربيًا و٥٥ عالميًا، وجاء لبنان – المضاف حديثًا إلى المؤشِّر – خامسًا عربيًا و٨١ عالميًا.
منهجية متطورة تعزز الشفافية
تُغطي نسخة ٢٠٢٥ من مؤشِّر المعرفة التي سيتم الإعلان عن نتائجها خلال قمَّة المعرفة القادمة، ١٩٥ دولة حول العالم، وقد تم تطوير المؤشِّر بشكلٍ كامل، من خلال إدخال تحديثات نوعية على هيكل المؤشِّر والأدوات الإحصائية، شملت تطوير الأوزان المعيارية وإضافة مؤشِّرات جديدة لقياس الجاهزية المستقبلية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحوكمة والبيئة والمجتمع. ويهدف هذا التطوير إلى توفير بيانات أكثر دقة وعمقًا تمكّن الحكومات من صياغة سياسات تنموية مبنية على الأدلة، وتخطيط مساراتها المستقبلية وفق معايير قابلة للقياس والمقارنة عالميًا
المعرفة أساس الازدهار المستدام
يمثِّل المؤشِّر أحد أبرز إنجازات قمَّة المعرفة التي جعلت من دبي مدينة عالمية لإنتاج وتبادل المعرفة. فهو يعزز قناعة راسخة بأن المعرفة ليست غاية بحد ذاتها، بل ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومحرك رئيس لتنوع مصادر النمو واستدامتها
وفي نسخة قمَّة المعرفة العاشرة، تواصل مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ترسيخ رؤيتهما في بناء اقتصادات قائمة على الإنسان والمعرفة، واضعين المؤشِّر في صلب جهودهما لتعزيز أسواق المعرفة وتطوير مجتمعات أكثر قدرة على الابتكار والتكيّف مع التحولات العالمية المتسارعة



