برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أعمال “ملتقى الشوّاف الأول لتحري الأهلة”، الذي نظمه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي اليوم الاثنين: بتاريخ ١٧ فبراير ٢٠٢٥، وبحضور نخبة من المتخصصين والخبراء في المجالات الشرعية والفلكية والقانونية

سلَّط الملتقى الضوء على الإرث الإماراتي بثرائه في مجال ترقُّب منازل القمر، واستطلاع الأهلة، والاحتفاء بثبوتها، بما يثري معارف الأجيال الناشئة، ويربطهم بقيم أجدادهم الأصيلة
وانطلقت جلسات الملتقى بكلمة افتتاحية من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش والتي جاء فيها” إن قيام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، بتنظيم هذا المؤتمر، الذي يضم هذه النخبة المتميزة، من علماء المسلمين، ورجالات الفكر والخبرة – إنما يجسد الدور المقرر للمجلس، في أن يكون وبالفعل، الأداة الهامة في المجتمع، لإصدار الفتاوى الرصينة، اعتماداً على مبادئ الشرع الشريف، وعلى نحوٍ يراعي فيه، عوامل الزمان والمكان، وتغير الظروف والأحوال والعمل على نشر السلوك الإسلامي القويم
وقال معاليه ” إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله ، إنما يدعو دائماً ، وبكل قوةٍ وتصميم ، إلى التمسك بتعاليم الإسلام السمحة ، والتمكين لقيمه السامية ، والترسيخ لمبادئه العليا ، بل وكذلك ، تعميق قدرة المسلمين ، على الحياة الكريمة والمتوازنة ، في هذا العصر ، وتأكيد دورهم المهم ، في مسيرة التطور الإنساني ، على كافة المستويات – إن صاحب السمو رئيس الدولة ، إنما يؤكد لنا دائماً ، على ضرورة الأخذ بكافة المبادرات الفعالة والهادفة ، من أجل تحقيق مقاصد الشريعة الغراء ، وتعزيز البنيان الأخلاقي والسلوكي في المجتمع ، والالتفاف والتآزر ، حول كل ما يستهدفه الدين الحنيف ، من خيرٍ ونماءٍ واستقرار ، للبشر في كل مكان
وأضاف “يقوم المجلس بذلك، وفق منهجٍ منضبط، في فهم الدين، يعتمد على العلم والخبرة، والقدرة على الاستنباط والاجتهاد والتجديد – إنني أحيي مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ، ورئيسه الفاضل ، العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه ، لما يأخذ به المجلس، من منهجٍ في الإفتاء ، يقوم على إعمال العقل، وإعلاء قيم الحوار والتفكير والمناقشة ، وترسيخ الأخلاق والقيم النبيلة ، بما يمكن الإنسان المسلم، من عبادة الرحمن ، وعمارة الكون ، والبُعد عن أية بلبلة في المفاهيم ، أو عدم وضوح في الممارسات
وأوضح معاليه “إنه لا يغيب عن بالنا اليوم ، أنه إذا كان ديننا الحنيف ، يدعو إلى خلق مجتمع متوحد ، يسود فيه الوفاق ، ويعم خلاله الاستقرار ، وتحل به الوحدة والتضامن، من خلال تطبيق قواعد الشريعة ، وما يرتبط بها من آراء واجتهادات ، فإن العلوم والمعارف الإنسانية كذلك ، إنما ظهرت وتطورت ، لتزكية هذه الأهداف ذاتها ، وهو الأمر الذي يدعو إلى النظر ، إلى كيفية أن تكون هذه العلوم والمعارف ، مصدراً مهماً ، عند إطلاق الفتاوى والأحكام ، وأن نكون بعون الله ، قادرين على دراسة قضايا المجتمع ، وإيجاد الحلول لها ، من منطلق أصالة التشريع الإسلامي من جانب ، وفي إطار ما توفره العلوم والمعارف الإنسانية ، من آفاقٍ لتعميق القدرة على الاجتهاد والاستنباط ، من جانب آخر – هذا بالطبع ، بالإضافة إلى المتابعة والتقييم الدائم ، لكافة التجارب والمبادرات ، التي تهدف إلى تعميق قدرات المجتمعات المسلمة ، على التعامل مع قضايا الحياة ، بكفاءةٍ ويسر
وأكد:” إنني آمل أن يؤدي هذا المؤتمر، إلى توصيات واضحة، في هذا المجال، تجمع إلى جانب المعرفة والدراية الكاملة، بفقه الشريعة ، إحاطة مستنيرة بعلوم الفلك والفضاء ، ووعي كامل ، بالتجارب الناجحة ، في هذا المضمار ، وأن يتم ذلك ، طبقاً لاجتهادات فقهيه تتسم بشمولية النظرة ، واحترام الحقائق العلمية المستقرة، والسعي الوطني والقومي ، من أجل تحقيق الخير والفلاح – إن هذا من شأنه، أيها الإخوة والأخوات ، أن يدفع بقدراتنا على مواجهة تحديات رؤية الهلال ، خطوات واسعة إلى الأمام
كما أكد معالي العلّامة عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في كلمته الرئيسية: “يهدف هذا الملتقى إلى تبادل الخبرات حول مجال تحري الأهلة والتنسيق بين الجهات المعنية بهذا الشأن في الدولة وذلك انطلاقاً من اختصاصات مجلس الامارات للإفتاء الشرعي المُوضَحة في القانون الاتحادي رقم ٣ لسنة ٢٠٢٤ ، المبين لاختصاصاته، حيث نصّ على تحمل المجلس مسؤولية “تحرّي الأهلة في الدولة، بما في ذلك رؤية وتحرّي هلال شهر رمضان المبارك وشوال وذي الحجة بالتنسيق مع الجهات المختصّة
وأضاف: يأتي هذا اللقاء التنسيقي مستلهما للرؤية الحضارية لبلادنا بقيادة صاحب السّمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله ورعاه، تلك الرؤية التي تحفز الابتكار والإبداع
وتابع: إن غايتنا في هذا الملتقى أن نسهم بآليات عملية لتحسين دقة التحرّي، من خلال توحيد الجهد بين الجهات المعنية، مما يسهم في تعزيز جودة القرارات الصادرة، كما يسهم في توعية مجتمعنا الإماراتي بأهمية التحري الشرعي وبدور المجلس الذي أنيط به. نأمل التوصّل إلى مقاربة محكمة تحفظ للرؤية مكانتها وللمستجدات العلمية مكانها في مصالحة تراعي المصالح وتحقق التوازن المنشود وتروم التجديد والترشيد
من جانبه قال معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة ونائب رئيس المجلس: ” إن هذا الملتقى تأتي أهميتُه من كونِ المجلسِ هو جهةُ الاختصاصِ في قضيةِ تحرِّي الأهلةِ، ويستندُ في ذلك إلى تشريعٍ وطنيٍّ؛ منطلقًا من أنَّ هذه القضيةَ منوطةٌ برئيسِ الدولةِ لا بأفرادِ المجتمعِ؛ فهو الذي يعلنُ -أو من ينوبُ عنه من المؤسساتِ والهيئاتِ التي خوَّلها- عن رؤيةِ الهلالِ
وأضاف إن علمَ الفلكِ من العلومِ التي برعَ فيه العلماءُ، ونأمل من الجامعاتِ المختصةِ في العلومِ الإنسانيةِ والشرعيةِ، أن تُحدِثَ تخصصاتٍ في علمِ الفلكِ، مع الأخذِ في الاعتبارِ التطوراتِ المعاصرةِ لتأهيلِ كفاءاتٍ وطنيةٍ وفقَ أفضلِ المواصفاتِ. كما إن وسائلَ التواصلِ الاجتماعيِّ لها دورٌ كبيرٌ في تأجيجِ نقاشاتٍ حادةٍ حولَ الأهلةِ، ونتمنى منها أن تساعدَ المؤسساتِ الرسميةَ على أداءِ أدوارِها بحرفيةٍ ومسؤوليةٍ. كما نطلبُ من المجتمعاتِ أن تكونَ مسؤولةً، وتتجنبَ ترويجَ الشائعاتِ فيما يخصُّ رؤيةَ الهلالِ، وأن تكونَ مرجعيتُها الموثوقةُ فيما يتعلقُ بالأهلةِ مؤسساتِها الرسميةَ. ونأمل من المختصين الشرعيين الانفتاح على العلوم الحديثة وفهم التطوراتِ المعاصرةِ في مجالِ الفلكِ والفضاءِ، بما يعينُهم على التصورِ السليمِ
وفي ختام الملتقى تلت سعادة الأمين العام للمجلس البيان الختامي الذي أكد على ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة وتفوقها في حوكمة التشريعات الوطنية في مجال تحري الأهلة، حيث اعتمدت نهجا متكاملا وشاملا يُسهِم في دعم المبادرات العلمية والإفتائية الرائدة، ويضمن التنسيق بين المؤسسات الوطنية ذات الاختصاص؛ تحقيقا للتنمية المستدامة، وتعزيزا لتماسك المجتمع وازدهاره”، كما اشتمل البيان الختامي على إطلاق عدد من المبادرات الوطنية والتي ستسهم في خدمة مجال تحري الأهلة وتطوير آلياتها وحكومتها في الدولة
وعلى هامش ملتقى “الشوّاف” لتحري الأهلة شهد الملتقى عدداً من توقيع الاتفاقيات مع الجهات الوطنية المختصة في مجال تحري الأهلة لبناء شراكات استراتيچية هادفة، وللانفتاح على التجارب الرائدة والاستفادة من أفضل النماذج والممارسات في رصد الأهلة وحوكمتها، ووقعت الاتفاقيات لكل من؛ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مركز جامع الشيخ زايد الكبير، مركز الفلك الدولي وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوچيا الفضاء والفلك
